سنوات التصنع والتجمل، هكذا يطلق بعض الخبراء الاجتماعيين على سنوات الخطبة، ومعها أشهر الزواج الأولى. في تلك المرحلة قد يسعى كل طرف إلى إظهار ما ليس فيه. ربما تكون (هي) معنية بالظهور كفتاة أرستقراطية ذات "إيتيكيت" وأناقة أصيلة فتحرص على الأكل بالشوكة والسكين وتصر على طقوس الـ "بريستيج".. إلخ. وربما يكون (هو) معنياً بالظهور كشاب مثقف صاحب منطق غالب ومبادئ متمردة على السائد ومتميز عن المألوف. هو نصير المرأة في حقوقها وأكثر.. هو مؤمن بالمساواة على نحو يفوق ما تحلم به أكثر الناشطات طموحاً.
ولكن المشكلات الزوجية تبدأ بالتزامن مع خروج كل طرف من شرنقة التصنّع التي وضع نفسها فيها. ويقول الخبراء إن الزوجين قد يحتاجان من سنتين إلى خمس سنوات حتّى يظهر كل منهما على حقيقته. وعندئذ قد لا تختفي المشكلات الزوجية، لكنّها تندلع لأسباب أخرى لا علاقة لها بالتصادم بين الظاهر والباطن في شخصية أحدهما أو كليهما. الزواج من أصعب العلاقات، وهو العلاقة شبه الوحيدة التي لا تستقيم إلا إذا تصرف الطرفان على سجيتهما. الشعار المطلوب هنا هو "كن أنت".. تصرف بعفوية منذ البداية. دع الطرف الآخر يراك على طبيعتك.. لا تتصنع فإن التصنع لا يدوم. وعندما تتكشف الحقائق فإن النتائج لن تكون طيبة لكليكما.