تتمة لما سبق عرضه في أمر الاختيار في الزوجية نعرض بعض المعايير في الاختيار
1ـ ضرورة رؤية كل من الطرفين للآخر:
إذا كان حسن الاختيار في الزوجية هو أول الأسس في بناء البيت و استقرار الاسرة ،فان رؤية كل من الطرفين المقبلين على الزواج هو الخطوة الاولى و بداية الطريق الصحيح.
لهذا أجاز الاسلام التحدث و النظرإلى ما هو ضروري أن ينظر اليه قبل الخطبة حتى لا يتفاجأ أحد الخاطبين أو كلاهما بصفة في صاحبه ما كان ينتظرها منه و لا يحب أن تكون فيه ،فيحدث النفور الذي ينتهي بالتفريق.
2ـ الاتفاق في المبادئ:
و يشمل الاتفاق في العقيدة و القيم و الاتجاهات و الميول و الأفكار الأساسية و النظرة الى الحياة بشكل عام.
فإذا لم يكن هناك توافق في هذه الجوانب فستصير الحياة الزوجية الى تنافر و شقاق أو الى نفاق يعود بعواقب وخيمة على الذرية و الجيل الجديد.
و لا نقول الاتفاق في جميع الجزئيات و الاذواق و الاحساسات لان هذا من المستحيل ، انما المطلوب هو الاتفاق على المبادئ التي يقوم على أساسها البيت المسلم .
3ـ التوافق الروحي :
هناك قاعدة ندركها من معاشرتنا و علاقاتنا بالناس ،و هي أننا لا نجالس و لا نخالط وو لا نصاحب من الناس إلا من نستريح إليهم روحيا و لا نختار الإخوان و الاصدقاء إلا منهم.
فالأرواح الطيبة تتوافق مع الأرواح الطيبة و العكس، قال تعالى {الخبيثات للخبثين ، و الخبيثون للخبيثات ،و الطيبات للطيبين ،و الطيبون للطيبات}.
فذلك عدل الله في اختياره الذي ركبه في الفطرة ،و حققه في واقع الناس .و هو أن تلتئم النفس الخبيثة بمثلها و النفس الطيبة بمثلها ،و على هذا تقوم العلاقات بين الأزواج.
4ـ الاتفاق على نوع الحياة :
اذا كان الاتفاق في المبادئ يشمل الاتفاق في الجوانب العقلية و الروحية و النفسية من الحياة ،فان الاتفاق فى نوع الحياة ، يشمل الاتفاق على الجوانب المادية و الحسية من الحياة أو مظاهر الحياة بوجه عام ، فالاتفاق و الاختلاف هنا يؤدي الى ما يؤدي اليه الاتفاق و الاختلاف هناك .
و تظهر الحاجة الى هذا الاتفاق اذا كان هناك تفاوت في مستوى المعيشة بين أسرتي الفتى و الفتاة، فلو كانت الفتاة من أسرة غنية ، و الفتى من أسرة رقيقة الحال ،فان انتقال الفتاة من حياة الرغد و النعمة الواسعة الى حياة الشظف و العيش الخشن يكون صعبا و ربما لا تتحمله .و لكن تبقى أن القاعدة العامة لا تخلو من الحالات الخاصة .
5ـ معرفة كل من الطرفين للاخر معرفة جيدة :
و هذه المعرفة تشمل معرفة كل من طبيعة و مزاج و ميول و رغبات كل من الفتى و الفتاة ، لكن تبقى هذه المعرفة سطحية الى ان تتعمق و توضح في فترة الخطوبة .